تكمل الحرب فى غزة عامها الثانى بعد 27 يوما، وتعيش المنطقة أجواء ترقب لمدى نجاح المساعى لإنهاء حرب إبادة هى الأعنف والأكثر إجراما والأطول فى تاريخ الصراع، وامتدت وتجاوزت غزة والضفة وفلسطين إلى لبنان وسوريا وإيران واليمن والبحر الأحمر، وكشفت عن تفاصيل وتشابكات ونوايا مختلفة الأطراف، ومنذ 7 أكتوبر 2023، بدا أنها ليست مثل سابقاتها، وذهبت توقعات لكونها يمكن أن تصل إلى عامين، وتمثل تحولا كميا وكيفيا يتناسب مع حجم ما خلفه طوفان الأقصى من تداعيات ورعب داخل إسرائيل.
النسخه الكاملة
الرئيسية تحقيقات وملفات
أكرم القصاص يكتب: القاهرة – واشنطن.. تحولات الحرب والسلام فى غزة بعد عامين من «الطوفان»
أكرم القصاص
أكرم القصاص
Facebookفيسبوك
WhatsAppواتساب
X
الثلاثاء، 09 سبتمبر 2025 10:00 ص
تكمل الحرب فى غزة عامها الثانى بعد 27 يوما، وتعيش المنطقة أجواء ترقب لمدى نجاح المساعى لإنهاء حرب إبادة هى الأعنف والأكثر إجراما والأطول فى تاريخ الصراع، وامتدت وتجاوزت غزة والضفة وفلسطين إلى لبنان وسوريا وإيران واليمن والبحر الأحمر، وكشفت عن تفاصيل وتشابكات ونوايا مختلفة الأطراف، ومنذ 7 أكتوبر 2023، بدا أنها ليست مثل سابقاتها، وذهبت توقعات لكونها يمكن أن تصل إلى عامين، وتمثل تحولا كميا وكيفيا يتناسب مع حجم ما خلفه طوفان الأقصى من تداعيات ورعب داخل إسرائيل.
بدا طوفان الأقصى بمثابة شرارة لتحولات تطيح بالكثير من الشعارات والأوهام، وتجعل من الصعب تفسير الحاضر بالماضى، فقد امتدت إلى سوريا وتراجعت جبهة حزب الله، وأخذت معها قيادات تاريخية أبرزهم السيد حسن نصر الله، وقيادات أخرى، وفى إيران خرجت طهران من الصراع، وذابت أغلفة جبهة ظلت تتصاعد فى الإقليم لأكثر من 30 عاما.
أحيا الاحتلال مخططات التهجير التى كانت مهجورة أو مستحيلة العرض، وبالرغم من أنها تمثل جرائم، فقد أخرجها الاحتلال، وتم الإعلان عن وكالة التهجير التى تتحرك وسط السكان لتقدم إغراءات بالهجرة إلى دول العالم بامتيازات، صحيح أن الغزاوية يرفضون لكن الضغوط والإغراءات تتزايد بل وتواجه مصر الطرف الأكثر جذرية فى مواجهة التهجير وحرب الأكاذيب والشائعات.
وبدا بنيامين نتنياهو وقد استرد صورته التى بهتت، وحصل على قبلة حياة من موت سياسى، بل إن الشروط التى كانت ترفضها الفصائل فى بدايات الحرب ثم قبلتها، بل وأصبحت مطالب الاحتلال أكثر وأعمق، وحماس والفصائل أعلنوا أنهم لن يلقوا السلاح إلا بقيام الدولة الفلسطينية، وهو حديث لم يكن قابلا للنقاش قبل 22 شهرا، وأيضا طلب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى بداية العام من حماس أن تعلن عن صفقة كاملة لإطلاق المحتجزين، على أن تسلم الرهائن فى أعقاب إعلان اتفاق وقف النار، الذى تم تنفيذ مرحلته الأولى، لكن تعثر الاتفاق، واستكمل نتنياهو الحرب.
وقبل يومين، 7 سبتمبر 2025، وجه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى منشور على منصته تروث سوشيال: «لقد قبل الإسرائيليون شروطى، وحان الوقت لحماس قبولها أيضا، لقد حذرت حماس من عواقب عدم قبولها»، وأفادت القناة 12 الإخبارية الإسرائيلية بأنه بموجب المقترح ستطلق حماس سراح جميع الرهائن المتبقين فى غزة، وعددهم 48، فى اليوم الأول من الهدنة مقابل الإفراج عن آلاف المحتجزين الفلسطينيين المسجونين فى إسرائيل، وتتفاوض على إنهاء الحرب خلال وقف إطلاق النار فى القطاع، وقال مسؤول إسرائيلى: إن إسرائيل «تدرس بجدية» اقتراح ترامب.
ردت حركة حماس بأنها تلقت بعض الأفكار من الجانب الأمريكى عبر وسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة، وذكرت فى بيان «إنها ترحب بأى تحرك يساعد فى الجهود المبذولة لوقف العدوان على شعبنا، وتؤكد أنها جاهزة فورا للجلوس إلى طاولة المفاوضات، لبحث إطلاق سراح جميع الأسرى فى مقابل إعلان واضح بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع وتشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة من المستقلين الفلسطينيين تستلم عملها فورا».
وفى الوقت نفسه، استقبل السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الاثنين، الفريق أول براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية، وذلك بحضور الفريق أول عبدالمجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وحسب متحدث الرئاسة، فقد حمل كوبر رسالة من الرئيس الأمريكى للرئيس السيسى، وقد شهد اللقاء توافقا حول ضرورة استمرار التنسيق الوثيق بين مصر والولايات المتحدة، بهدف احتواء التصعيد فى منطقة الشرق الأوسط، وتعزيز جهود الحفاظ على الأمن والسلم والاستقرار، لا سيّما فى ظل التحديات الأمنية الراهنة، وتناولت المباحثات تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، حيث أكد الرئيس السيسى على أهمية الوساطة التى تضطلع بها مصر والولايات المتحدة وقطر، بهدف التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار، وضمان الإفراج عن الرهائن والأسرى، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
أكد الرئيس السيسى، فى هذا الصدد، على استمرار مصر فى بذل جهودها المكثفة لتحقيق التهدئة وخفض التوتر بشكل مستدام، تمهيدا لإحياء العملية السياسية، وصولاً إلى سلام دائم وعادل فى الشرق الأوسط، ولم تتوقف مصر عن مواجهة تداعيات خطرة، وانعكاسات دقيقة، وتعاملت بحسم فى مواجهة التهجير، ورعت اتفاقات البحث عن السلام والدولة الفلسطينية، ليست فقط الحرب التى أعادت القضية إلى الخلف، وتقدمت بها إلى الواجهة، بما يرتب مسؤوليات على كل الأطراف، لتتوحد الفصائل وتنهى انقساما أضر، ولا يزال، بالقضية، وظلت القاهرة بلا بديل فى مواجهات تداعيات الحرب، ومناورات الاحتلال والأطراف الإقليمية والدولية.