مرت ثلاث سنوات على الحرب الأوكرانية فى 2022، ولكن هذا العام تمر أوكرانيا بالمزيد من التحديات وسط حملة عدائية أطلقها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ضد نظيره الأوكرانى فولوديمير زيلنيسكى ، مصحوبة بتهديدات وقرارات تسعى إلى جعل أوكرانيا تستسلم وتقبل اتفاقًا بين البيت الأبيض والكرملين لإنهاء الأعمال العدائية، مما جعل عدد من قادة أوروبا يدعمون زيلنيسكى وآخرون يؤكدون على أهمية تسليح أوروبا للوقف أمام ترامب.
دعم قادة أوروبا
وأعرب عدد من قادة أوروبا عن دعمهم للرئيس الأوكرانى ، ويتوجه رئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز إلى كييف الاثنين للتأكيد على دعم إسبانيا لأوكرانيا، للمشاركة في القمة بمناسبة الذكرى الثالثة لاندلاع الحرب في أوكرانيا ، وتهدف زيارة سانشيز إلى إظهار دعم إسبانيا لفولوديمير زيلينسكي والشعب الأوكرانى.
وأشارت صحيفة الباييس الإسبانية إلى أن الزيارة تأتى بعد أن توصلت الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاق لإنهاء الصراع دون كييف وبعد هجمات الرئيس دونالد ترامب على نظيره الأوكرانى.
ووصف الرئيس الأمريكى زيلينسكي بـ”الديكتاتور” لفشله في إجراء انتخابات رغم انتهاء ولايته، وحذره من أنه إذا لم يتحرك سريعا فقد يصبح “بلا وطن”، وكتب بيدرو سانشيز على وسائل التواصل الاجتماعي: “سأكون في كييف يوم الاثنين للتأكيد على دعم إسبانيا للديمقراطية الأوكرانية والرئيس زيلينسكي”.
وستكون هذه الزيارة الرابعة لسانشيز إلى أوكرانيا منذ بدء الحرب الأوكرانية ، وتدعو الحكومة الإسبانية إلى “سلام عادل ودائم” لأوكرانيا وأن تشارك كييف وأوروبا، الغائبتان حاليًا بسبب اتفاق ترامب مع فلاديمير بوتن، في هذه المفاوضات، وقال سانشيز إنه لا يمكن مكافأة الغزاة ولا يمكن السماح بـ “نتيجة خاطئة جديدة” للصراع، مما قد يؤدي إلى “أزمة أكبر” في غضون سنوات قليلة.
واتهم الرئيس الأمريكى الأوكرانيين ببدء الحرب: “لم يكن ينبغي لكم أبدا أن تبدؤوها”، وأكد ترامب أنه “من المحتمل” أن يلتقى مع فلاديمير بوتين قبل نهاية فبراير.
إعادة التسليح
بينما يرى عدد من زعماء أوروبا إنه لابد من إعادة التسليح للوقوف أمام ترامب ، حيث قال وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكى راسموسن، أن أوروبا بحاجة إلى إعادة تسليح نفسها بكثافة في عالم دخل “مرحلة حرجة للغاية”، مع التمسك بالتحالف عبر الأطلسى، وأكد “كنا مع أوكرانيا منذ اليوم الأول، لأننا أدركنا أن الأمر لا يتعلق بأوكرانيا فحسب، بل يتعلق فى الأساس بالبنية الأمنية فى أوروبا”.
كما دعا رئيس فنلندا، إلى إعادة تسليح أوكرانيا وفرض “أقصى ضغط على روسيا” من خلال فرض عقوبات وتجميد الأصول في الفترة التي تسبق المفاوضات المحتملة التي تسعى الولايات المتحدة لإجراءها لإنهاء الحرب.
وقالت الباييس على موقعها الإلكترونى إن أوكرانيا تمتلك ما يكفى من الأسلحة للصمود حتى منتصف هذا العام، بحسب ما كشفه وزير ماليتها سيرجي مارتشينكو ، وقال مبعوث ترامب إلى أوكرانيا، كيث كيلوج، هذا الشهر، إنه لديه نصف عام على وجه التحديد لجمع جميع الأطراف على طاولة المفاوضات. ويظل ما ينتظر أوكرانيا في الصيف غير معلوم.
قال رئيس مجلس النواب الأمريكى ، الجمهورى مايك جونسون، إنه “لا توجد رغبة” في الموافقة على حزم مساعدات أمريكية جديدة لأوكرانيا.
قال رئيس الوزراء الأوكراني السابق أرسيني ياتسينيوك خلال اجتماع منتدى كييف للأمن: “إذا تخلى الأمريكيون عن أوكرانيا، فسيكون ذلك بمثابة كارثة بالنسبة لنا ولأوروبا”، وأشار ياتسينيوك إلى ثلاث مساهمات أمريكية أساسية: ذخيرة المدفعية، واستطلاع المواقع الروسية، وبيانات الاستخبارات. ويضيف ياتسينيوك، “قد تتمكن أوروبا من تزويدنا بالاستطلاع والمعلومات الاستخباراتية، لكن ذلك سيكون أقل دقة وسيتطلب أشهراً عديدة من التكيف”.
ووفقا للبيانات التي كشف عنها زيلينسكي في يناير ، فإن الولايات المتحدة تزود أوكرانيا بنحو 40% من الأسلحة ، وأضاف الرئيس أن 27% أخرى هي مساهمة أوروبية، والـ33% المتبقية هي إنتاج أوكراني، ويرى زيلينسكي أنه من المستحيل بالنسبة لأعضاء الاتحاد الأوروبي وكندا والمملكة المتحدة زيادة مساهماتهم لتحل محل الأمريكيين، واعترف زيلينسكي على قناة إن بي سي في 15 فبراير بأن “فرص أوكرانيا في البقاء بدون الولايات المتحدة منخفضة للغاية”.
وفى تقرير صدر الأسبوع الماضي، حذرت الاستخبارات الدنماركية من أنه إذا لاحظت روسيا علامات ضعف داخل الناتو، فإنها قد تشن “حرباً واسعة النطاق ” فى أوروبا خلال خمس سنوات. وأكد لارس لوكي راسموسن: لا نستطيع أن نعرف ما هي نوايا بوتين، لكننا نعلم أنه ستكون لديه القدرة، ولهذا السبب نعمل على تعزيز قوانا”.