كتبت ✍️ نهي السحراوي
المعلم هو النور الذي يضيء دروب الأجيال، وهو الأساس الذي تُبنى عليه نهضة الأمم وتقدمها. فبفضل جهوده تتفتح العقول وتنمو القدرات، إذ لا يقتصر دوره على نقل المعرفة فحسب، بل يتعداه إلى غرس القيم، وتنمية الإبداع، وتحفيز الطموح في نفوس طلابه.
وفي عالم يتغير بسرعة، أصبح تطوير التعليم ضرورة ملحّة لمواكبة متطلبات العصر. ولم يعد كافياً أن نتمسك بأساليب التدريس التقليدية، بل يجب أن نمنح المعلم الأدوات والموارد التي تمكنه من أداء رسالته بأفضل شكل ممكن. فالتكنولوجيا الحديثة، وأساليب التعليم التفاعلي، والتدريب المستمر، كلها عوامل تعزز كفاءة المعلم، وتجعله قادراً على تقديم تجربة تعليمية ثرية تحاكي احتياجات الطلاب المتنوعة.
لكن مهما تطورت الوسائل، يبقى المعلم هو العنصر الأهم في العملية التعليمية. فهو من يشكل وجدان الطلاب، وهو من يحفزهم على التفكير النقدي والإبداعي، وهو من يعلمهم كيف يتعاملون مع تحديات الحياة بثقة وإرادة. لذا، فإن الاستثمار في تطوير المعلم ليس مجرد تحسين للتعليم، بل هو استثمار في مستقبل المجتمع بأسره.
إننا بحاجة إلى معلم ملهم، متجدد الفكر، قادر على تحويل الفصول الدراسية إلى بيئات نابضة بالحياة والتفاعل، ومؤمن بأن رسالته لا تتوقف عند حدود الكتاب المدرسي، بل تمتد إلى بناء جيل واعٍ، مثقف، مستعد لصنع المستقبل.