لم يكن موقف الرئيس عبدالفتاح السيسي من القضية الفلسطينية مفاجئًا لنا، فنحن نعرف جيدًا أن مصر كانت وستظل الحصن الحامي للأشقاء، والصوت الذي لا يلين أمام الضغوط. حين أعلن الرئيس بكل وضوح رفضه القاطع للتهجير والتوطين، لم يكن يتحدث بصفته رئيسًا فقط، بل كان يتحدث بلسان كل مصري شريف يؤمن بعدالة القضية ويرفض أي حلول تنتقص من حقوق الفلسطينيين.
إننا كمصريين نساند قيادتنا السياسية ونصطف خلفها، ليس فقط لأننا نؤمن بحكمتها، بل لأننا نرى كيف تحافظ على أمن مصر القومي، وتوازن بين دعم الأشقاء وحماية الوطن. كلماته لم تكن مجرد تصريحات، بل كانت خطًا أحمر أمام كل من يحاول فرض واقع لا تقبله مصر ولا يقبله شعبها.
ولا يمكن أن نتحدث عن هذا الموقف المشرف دون أن نوجه تحية تقدير وإجلال لقواتنا المسلحة، هذا الجيش الذي كان دائمًا صمام الأمان، وسند الدولة في كل معركة مصيرية. تحية للرجال الذين يحملون أرواحهم على أكفهم، ويقفون في وجه العواصف ليبقى الوطن شامخًا، ولتبقى مصر كما كانت دائمًا، درعًا وسيفًا في آن واحد.
أما عن شعوري، وأنا أقف أمس أمام معبر رفح البري، فلا أستطيع أن أصف الفخر الذي يملأ صدري. عشرات، بل مئات الآلاف من المصريين يقفون معي في هذه اللحظة، بقلوبهم وأرواحهم، يرسلون رسالة واضحة: نحن هنا.. نقف حيث يجب أن نقف. كل خطوة على هذا التراب هي شاهد على دور مصر التاريخي، على نبضها العربي الأصيل، وعلى وحدتها التي لا تهتز أمام العواصف.
اللهم احفظ مصر.. واحفظ قيادتها وجيشها وشعبها.. تحيا مصر، وتحيا القضية العادلة.
د. محمد العرابي