الثلاثاء , أكتوبر 7 2025

من الألم إلى الأمل.. محافظ سوهاج يحقق حلم الطفلة “شهد” استجابة لـ”اليوم السابع”.. توفير العلاج والرعاية الطبية.. و”التعليم” تعيدها للدراسة.. وفرصة عمل ثابتة لوالدها ومعونات غذائية

في مدينة طهطا شمال محافظة سوهاج، كانت الطفلة “شهد” تكبر وهي تحمل فوق كتفيها عبئا أكبر من عمرها الصغير إعاقة جسدية أوقفت أحلامها عند حدود السرير والكرسي، وعيون تفيض بالأمل لكنها محاطة بمعاناة أسرة لا تملك من أمرها شيئا سوى الدعاء

قصة “شهد” لم تبقى طي الكتمان طويلا، فمع تداولها عبر اليوم السابع، وصلت سريعا إلى مكتب اللواء دكتور عبد الفتاح سراج، محافظ سوهاج، الذى قرر أن يغير المشهد تماما، وأن يكون لهذه الطفلة نصيب من اهتمام الدولة ورعايتها.

 

لم يتأخر القرار، حيث وجه المحافظ بتكليف محمد فتحى مدير مكتبه على الفور بالمتابعة والإستجابة الفورية وتم نقل الطفلة إلى مستشفى الهلال للتأمين الصحي بمدينة سوهاج، وهناك فتحت أبواب الأمل من جديد أطباء متخصصون أجروا كشفا شاملا وتقييما دقيقا لحالتها الصحية، وتم توفير العلاج اللازم لها دون تأخير لكن ما حدث بعد ذلك كان أبعد من مجرد علاج فقد تحولت القضية إلى مشروع إنقاذ كامل لحياة أسرة بأكملها.

 

أدرك المحافظ أن علاج “شهد” وحده لن يكفي، فالأب الذي يقف عاجزا أمام متطلبات الحياة كان بحاجة إلى سند، لذلك أصدر تكليفاته الفورية لمديرية القوى العاملة لتوفير فرصة عمل دائمة له، تضمن للأسرة مصدر دخل ثابت حضر مندوب المديرية إلى المستشفى، واستكمل والد الطفلة أوراق التعيين، ومن المقرر أن يلتحق بعمله مع بداية الأسبوع القادم.

 

وفي مشهد إنساني آخر، كان محمد أبو العجب، مسؤول ملف الإعاقة بمحافظة سوهاج، حاضرا منذ اللحظة الأولى، يرافق “شهد” أثناء الفحوصات ويتابع حالتها خطوة بخطوة حتى عودتها إلى منزلها هذه المتابعة الدقيقة أظهرت بوضوح أن القضية لم تكن مجرد ملف عابر، بل كانت أمانة حملتها المحافظة بجدية كاملة وتم إمداد الطفلة بكرسى متحرك للإستخدام المنزلى بالإضافة إلى شنط مدرسية وكراتين مواد غذائية بالإضافة إلى تكليف التربية والتعليم بتسليمها الكتب الدراسية لتعود إلى الدراسة من جديد وتحقق حلمها.

 

لم يكن الدور الإنساني مقتصرًا على أجهزة الدولة فقط إذ تجاوب المجتمع المدني بدوره إحدى الشركات الخاصة سارعت لتقديم دعم شهري للأسرة.

ومن بين كل هذه الجهود، ظل المحافظ اللواء دكتور عبد الفتاح سراج هو البطل الحقيقي للحكاية الرجل الذي تحرك سريعا ليغير مسار حياة طفلة وأسرتها، ويمنحهم بداية جديدة بعد سنوات من المعاناة.

 

وفي تصريحات له، أكد المحافظ أن الاستجابة الفورية للحالات الإنسانية تأتي في صميم أولويات الدولة، قائلا “شهد ليست مجرد حالة، بل رسالة بأن الدولة حاضرة دوما، ولن نتأخر عن أي مواطن يحتاج إلى دعمنا.”

 

هكذا تحولت مأساة الطفلة “شهد” إلى ملحمة إنسانية ملهمة، اجتمع فيها دور الدولة والمجتمع المدني لتقديم صورة حقيقية لمعنى الرعاية والرحمة من غرفة مظلمة يخيم عليها الألم، خرجت “شهد” اليوم بابتسامة تحمل الأمل، ومعها رسالة أن في سوهاج دائما من يسمع صوت الضعفاء ويقف إلى جوارهم.

 

لقد أصبح لأسرة “شهد” مستقبل مختلف علاج لابنتهم، وظيفة ثابتة للأب، دعم شهري يسند الحياة، وكرسي متحرك يحرر الطفلة من قيودها وقبل كل شيء، إحساس بأن الدولة لم تتركهم وحدهم.

 

قصة شهد اليوم ليست مجرد خبر إنساني، بل هي شاهد حي على أن تدخل مسؤول واحد، في الوقت المناسب، قادر على أن يغير حياة كاملة، ويمنح الأمل من جديد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *