الخرطوم..المعركة الكبرى التي يخوضها الجيش السودانى، في ظل احتدام المواجهات مع عناصر ميلشيا الدعم السريع، وقد شهدت تلك المواجهات تصعيدا كبيرا خاصة وسط العاصمة الخرطوم، منذ ليل الجمعة
وخلال الساعات القلية الماضة قلب الجيش السودانى المشهد في الخرطوم، فقد واصل الجيش السودانى عملياته العسكرية وسط الخرطوم، وتوغله في العاصمة، حيث بلغت الاشتباكات محيط القصر الجمهوري، ونجح الجيش في إطباق حصاره على القصر، كما فرض الجيش خلال الساعات الماضية سياجا محكما على شوارع الجمهورية والبلدية من الجهة الجنوبية لمنطقة السوق العربي القريبة من مقر القصر الجمهوري والوزارات السيادية، كما سيطرت قوات الجيش على الجهة الشرقية من جسر سوبا بالخرطوم.
يأتي هذا التقدم تأسيسا على مكاسب حققها الجيش السوداني خلال الفترة الماضية، إلى أن أطبق الجيش الحصار على منطقة وسط الخرطوم، ومحيط القصر الجمهوري حيث تتمركز قوات الدعم السريع، على الرغم من أنه في بداية الحرب سيطرت قوات الدعم السريع على جزء كبير من الخرطوم متقدمة نحو الجنوب واستولت على ولاية الجزيرة بشكل كامل.
وواصلت قوات الجيش السودانى تصديها لهجمات ميلشيا “الدعم السريع” في النواحي الشرقية لمحيط القيادة العامة مع استمرار عمليات القصف المدفعي من جانب الجيش عبر المدفعية الثقيلة التي اتجهت نحو تمركزات الدعم وسط العاصمة.
بالتزامن مع ذلك، وصلت قوات النخبة إلى منطقة الحاج يوسف شرقى مدينة الخرطوم بحري، ووصلت طلائع من هذه القوات إلى حي النصر القريب من جسر المنشية الرابط بين العاصمة وشرقها.
ووصلت فرقه إلى محطتي 24 و30 في الحاج يوسف وهي من المناطق التي شكلت حضوراً دائماً لقوات الدعم السريع سابقاً.
ويمهد دخول منطقة الحاج يوسف، للجيش الاقتراب أكثر نحو الأحياء الشرقية للعاصمة بعد عبور جسري المنشية وسوبا على النيل الأزرق.
مكاسب كبيرة
وكان الجيش أحرز مكاسب مهمة خلال الفترة الماضية، وتقدم مؤخراً من أجل السيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم، ما عكس مسار الحرب التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى، وأكثر من 12 مليون نازح منذ اندلاعها في أبريل 2023.
,في يناير الماضي، استعاد الجيش السودانى مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، وسط البلاد، قبل أن يتقدم في الخرطوم، كما سيطر على مقر القيادة العامة في الخرطوم، التي استولى عليها الدعم السريع منذ أغسطس 2023.
وفك أيضاً الحصار عن مصفاة الجيلي النفطية شمال الخرطوم، وهي الأكبر من نوعها في البلاد، كذلك أحرز تقدماً كبيراً في مختلف المحاور بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان.
إضرام النيران
وأمام الخسائر التي تتكبدها في الخرطوم، تحاول قوات الدعم السريع إحكام قبضتها على دارفور ، حيث هاجمت مخيم زمزم للنازحين، حيث أضرمت عناصر ميليشيا الدعم السريع النيران في مناطق واسعة بأكبر مخيم للاجئين في السودان، وأطلقوا النار بشكل عشوائي على المدنيين، حيث قتل حوالى 7 أشخاص وأصيب 40 آخرون في هجمات تستهدف مخيم زمزم، وفقا لمنظمة أطباء بلا حدود التي تدير واحدة من آخر المرافق الصحية المتبقية في المخيم الواقع بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وأكدت المنظمة أن المسعفين غير قادرين على إجراء عمليات جراحية داخل زمزم.
ويأوى مخيم زمزم مئات النازحين، وكان ملاذا آمنا للمدنيين الفارين من العنف في مدينة الفاشر، لكنه يتعرض لهجمات منذ مطلع ديسمبر الماضي، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
دفع هذا الوضع المتأزم إدمور توندلانا نائب مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فى السودان للتحذير من خطورة الوضع الإنسانى فى البلاد، وأضاف أن السودان يواجه أعلى الاحتياجات الإنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 30 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية، وأوضح أن نحو 70% من الأشخاص المتأثرين فعليا بالصراع في السودان من النساء والفتيات.