بقلم / مجدى سبلة
قبل اسبوع واحد كان الرئيس يتفقد احد مشروعات الاسكان الاجتماعى ويسلم بعضها لمن فاز من الشباب..واثناء تعقيبة على ما يتناولة الدكتور مصطفى مدبولى وزير الاسكان من شرح لهذة التجمعات الاسكانية الجديدة ..قال الرئيس بالحرف الواحد طالبا من الوزير وغيرة من الوزراء ..ان يخرجوا من صمتهم المتعمد وهروبهم من الاعلام ويشرحوا للناس كل الحقائق سواء من تكلفة لهذة المشروعات او المرافق اوتكلفة تنقية المتر المكعب من مياة الشرب وتنقية المتر من الصرف الصحى ويشرحوا كذلك المعوقات التى تواجة هذة المشروعات ان وجدت على الارض بكل ملابساتها ..
هدف الرئيس كان واضحا فى هذا المطلب وهو شراكة المواطن شراكة حقيقية غير مغلفة من جانب الحكومة فى مواجهة كل القضايا والهموم ..لانة عندما يشارك المواطن تقل الشكوى ويتحمل المسئولية مع الدولة ومن الممكن ان يصبر على مطلبة بعض الوقت ويعلم كذلك حجم الدعم الذى توفرة الدولة للمواطن
وايضا ربما ان يكون هدف الرئيس من هذا المطلب هو الحد من الاحتقان المترسب لدى المواطن تجاة الحكومة من عدم شرح اسباب التأخير فى مطالبة ..ولو سمع وزراء الاحتقان نصيحة الرئيس بضخ المعرفة كاملة للناس فى قضاياهم ربما ان يستحوذوا على حب المصرين.
ولكن ..يبدوا ان السادة الوزراء ما زالوا مصرين على موقفهم بعدم الانصياع لتوجيهات الرئيس والاحجام المريب من الخروج للاعلام بشتى وسائلة بإستثناء نفر قليل منهم ويكتفوا ببيانات المتحدث الرسمى للوزارة او مستشارة الاعلامى الذى جلبة الوزير ويصرف لة راتبة لكى يقول ما يريدة الوزير ولا يرد على ما يسأل عنة الناس ويكتفى الوزير ومتحدثة الاعلامى بتوزيع ما يكتبونة ويصيغونة فقط من بيانات اعلامية توزع على الصحف ويقتصر دور المتحدث الاعلامى وكل ادارة الاعلام بالوزارة او المحافظة على المسائل الداخلية فقط وربما ان متحدثى الوزارات لا يمتلكون الملكة السياسية لاحتواء الردود على ما يطلبة المواطن او الاعلامين ويتحول تعاملهم الى النمط البيروقراطى الحكومى الذى لا يتمشى مع النغمة الاعلامية السريعة ..ونسى السيد الوزير ان المواطن عندما يقرأ حوارا صحفيا منشورا او يسمع حوارا تليفزيونيا مباشرا تكون نتائجة مختلفة تماما على المتلقى عن ما يصدرة من بيانات او تصريحات لان كل كلمة ينطق بها الوزير يتلقاها المواطن صكا مأخوذ علية لانة اقرب ما يكون لمطبخ الحكومة وما فية وربما ان يقرأ المواطن امور كثيرة من تعبيرات وجة او ملامح الوزير وهو يتكلم .
لا ادرى لماذا يختبأ السادة الوزراء وايضا عدد كبير من المحافظين من الاحاديث الصحفية او الحوارات التليفزيونية مع الاعلام فى الحكومة الحالية والسابقة فى الوقت الذى لم يفعٌلوا فية مادة الدستور التى تنص على تداول المعلومات وما زالوا يحجبوا الكثير من تساؤلات الصحفين حول العديد من القضايا التى تشغل الرأى العام وتلقى بظلال على العديد من الاهتمام المحلى..ويبدون كأنهم لديهم توجية من رئيس الحكومة فى الإقلال بالمقابلات الاعلامية .
من الغريب والمدهش ان نجد هذة الملاحظة تزيد عن الحد لدرجة جعلت الاعلاميين كأنهم يتسولون المعلومات من السادة الوزراء والمحافظين مما تسبب فى نقل هذة العدوى الى وكلاء الوزارات ومديرى المديريات ورؤساء القطاعات والادارات المركزية ومنعهم من التعامل مع الصحفين الا من خلال خطاب رسمى من الوزير وربما ان هذة الظاهرة تكون هى المتهم الاول فيما يطلقة البعض من انفلات اعلامى يغضب الرأى العام احيانا كثيرة .
صحيح نحن فى انتظار تشريعات اعلامية وصحفية قريبا يصدرها مجلس النواب وبها نصوص واضحة حول تداول المعلومات وتنظيمها وازام المسئول بالتصريحات طبقا للقانون فهل يستجيبوا وتغير من الياتها فى التعامل مع الاعلام .