الأحد , أكتوبر 12 2025

سؤال طرحته الكثير من الدراسات: هل الطفل الثانى فى الأسرة مشاغب أم مظلوم

أثار تقرير نشره موقع momschoiceawards نقاشًا واسعًا بين خبراء التربية وعلم النفس، بعد أن عرض نتائج دراسة أجراها الباحث الاقتصادي جوزيف دويل من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، تناول فيها العلاقة بين ترتيب الميلاد وسلوك الأبناء داخل الأسرة

اعتمدت الدراسة على تحليل آلاف الأسر التي تضم أكثر من طفل واحد، مع تركيز خاص على العائلات التي جاء فيها الطفل الثاني ذكرًا، وسعت إلى فهم ما إذا كان ترتيب الولادة ينعكس على درجة الانضباط والتفاعل الاجتماعي لدى الأبناء.

 

نتائج مفاجئة تكشفها الإحصاءات

النسخه الكاملة

 

 

الرئيسية صحة وطب

سؤال طرحته الكثير من الدراسات: هل الطفل الثانى فى الأسرة مشاغب أم مظلوم

الطفل الثانى

الطفل الثانى

Facebookفيسبوك

WhatsAppواتساب

X

كتبت مروة محمود الياس

السبت، 11 أكتوبر 2025 10:00 م

أثار تقرير نشره موقع momschoiceawards نقاشًا واسعًا بين خبراء التربية وعلم النفس، بعد أن عرض نتائج دراسة أجراها الباحث الاقتصادي جوزيف دويل من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، تناول فيها العلاقة بين ترتيب الميلاد وسلوك الأبناء داخل الأسرة.

 

اعتمدت الدراسة على تحليل آلاف الأسر التي تضم أكثر من طفل واحد، مع تركيز خاص على العائلات التي جاء فيها الطفل الثاني ذكرًا، وسعت إلى فهم ما إذا كان ترتيب الولادة ينعكس على درجة الانضباط والتفاعل الاجتماعي لدى الأبناء.

 

نتائج مفاجئة تكشفها الإحصاءات

 

 

South MED

 

 

 

00:00 / 00:16

 

 

Copy video url

Play / Pause

Mute / Unmute

Report a problem

Language

Share

Vidverto Player

توصل الباحث إلى أن الطفل الثاني، وبالأخص الذكور، غالبًا ما يُظهر سلوكيات أكثر اندفاعًا وتمردًا من الطفل الأول. فقد تبين أن احتمال تعرّضه للمشكلات السلوكية في المدرسة أو في حياته الاجتماعية أعلى من غيره.

 

 

وأرجع دويل هذه النتائج إلى طبيعة البيئة التي ينشأ فيها هذا الطفل، إذ إن المولود الأول عادةً ما يقتدي بالكبار ويتعلم من تصرفاتهم المنظمة، بينما يجد الطفل الثاني أمامه نموذجًا مختلفًا هو الأخ الأكبر الذي لم ينضج بعد بالكامل، فيتأثر بأسلوبه التلقائي وغير المقيد.

 

كما أوضحت الدراسة أن تفاوت تركيز الأبوين على أبنائهما يسهم بدوره في تكوين هذه الفوارق. فالأبوان في مرحلة الطفل الأول غالبًا ما يكونان أكثر التزامًا بالتوجيه والمتابعة، بينما يقلّ الحماس والانتباه تدريجيًا مع المولود الثاني نتيجة الانشغال أو الإرهاق أو الاعتياد، ما يجعل الأخير يبحث عن طريق آخر لجذب الاهتمام.

 

هذه النتائج لم تضع “الطفل الثاني” في خانة المشاغبين، بل فتحت باب النقاش حول دور الأهل والبيئة في صياغة شخصية أبنائهم، ومدى تأثير الملاحظة والمقارنة المستمرة على نموهم النفسي.

 

 

 

 

الدكتور عادل سلطان: غياب التوازن الأسري هو أصل الاضطراب

وفى السياق ذاته يقول الدكتور عادل سلطان، استشاري الطب النفسي بجامعة القصر العيني، إن ما تصفه الدراسات ليس قدرًا نفسيًا للطفل الثاني، بل هو انعكاس لطريقة تعامل الأسرة معه.

ويضيف أن هذا الطفل يمكن أن يعاني من الاضطراب نتيجة التدليل الزائد أو الإهمال الزائد، فالتطرف في أي من الاتجاهين يؤدي إلى خلل في بناء الشخصية.

 

ويشير إلى أن بعض الأسر تميل إلى الإفراط في الاهتمام بالطفل الأول باعتباره التجربة الأولى، بينما تُعامِل الثاني على أنه “الأصغر الذي سيتعلم وحده”، فيفقد الطفل إحساسه بالمراقبة والدعم، ما يجعله أكثر عرضة للقلق أو الانفعال أو سلوكيات التحدي.

 

 

وفي المقابل، هناك أسر أخرى تقع في خطأ معاكس، إذ تفرط في تدليل الطفل الثاني بدافع الشعور بالذنب، فتمنحه حرية مفرطة تضعف قدرته على ضبط النفس أو احترام الحدود.

 

ويؤكد الدكتور سلطان أن الحل يكمن في العدل التربوي، لا في المساواة الصورية. فالعدل يعني أن يتعامل الوالدان مع كل طفل وفق احتياجاته النفسية الخاصة، لا على أساس نسخ الأسلوب نفسه مع الجميع. فكل طفل يختلف في طاقته العاطفية وطريقته في التعبير عن ذاته، والتمييز الإيجابي بين الأبناء ضرورة تربوية لا ظلم.

 

 

 

 

كيف يحافظ الوالدان على التوازن النفسي لأطفالهما؟

 

1. المساواة في الحب لا في المقارنة

 

على الأبوين أن يتجنبا المقارنة بين الأبناء تحت أي ظرف، لأن المقارنة تُحدث شرخًا داخليًا لدى الطفل، فيبدأ في قياس ذاته من خلال الآخر لا من خلال نفسه. يجب أن يسمع كل طفل من والديه عبارات تؤكد قيمته الخاصة وتميّزه الشخصي.

 

2. التواصل الفردي المنتظم

 

ينصح المتخصصون بأن يُخصّص وقت أسبوعي قصير يقضيه الوالدان مع كل طفل على حدة، للحديث واللعب ومشاركته أفكاره دون تدخل من الإخوة. هذه اللحظات البسيطة تعزز الشعور بالأمان والانتماء وتمنع الغيرة.

 

3. توزيع المسؤوليات بعدل

 

إشراك الأطفال في مهام منزلية مناسبة لأعمارهم يشعرهم بأنهم جزء من منظومة واحدة، ويغرس فيهم الإحساس بالمسؤولية الجماعية لا المنافسة. المهم أن تكون المهام متوازنة بحيث لا يُحمل الطفل الأكبر عبء تربية الأصغر.

 

4. المرونة في أسلوب التربية

 

التربية الناجحة ليست مجموعة قواعد جامدة، بل هي تفاعل مستمر بين الأهل واحتياجات الطفل. فبعض الأطفال يحتاجون إلى حزم أكبر، وآخرون إلى احتواء أوسع. الفهم النفسي لكل طفل هو مفتاح التوازن.

 

5. التعامل الإيجابي مع الغيرة

 

الغيرة شعور طبيعي لا يجب قمعه بل توجيهه. على الأهل أن يتحدثوا مع الطفل الأكبر عن معنى وجود أخ جديد، وأن يشركوه في الرعاية بحدود بسيطة حتى يشعر بالمشاركة لا بالإقصاء.

 

 

 

 

إشارات تستدعي الانتباه

من المهم أن يلاحظ الأهل أي تغير مفاجئ في سلوك الطفل الثاني، مثل الانعزال، أو التمرد المفرط، أو العناد المستمر، فهذه قد تكون مؤشرات على ضغط نفسي غير معلن.وفي حال استمرار هذه الأعراض، يُنصح باستشارة مختص في الصحة النفسية للأطفال، فالتدخل المبكر يحول دون تطور المشكلة إلى نمط سلوكي دائم.

 

 

 

 

“متلازمة الطفل الثاني”

 

بحسب ما أشار إليه موقع Cryobank.ua، فإن ما يُعرف بـ “متلازمة الطفل الثاني” ليست حالة طبية محددة، بل مفهوم اجتماعي ونفسي تمت ملاحظته منذ بدايات القرن العشرين.

 

 

أول من تحدث عنها الطبيب النمساوي ألفريد أدلر، الذي لاحظ أن الأطفال الذين يولدون في منتصف الترتيب داخل الأسرة يشعرون أحيانًا بأنهم أقل اهتمامًا من إخوتهم، مما يدفعهم إلى تطوير سمات مميزة كالمنافسة الشديدة أو السعي الدائم لإثبات الذات.

 

ويضيف الموقع أن هذه المتلازمة يمكن أن تنشأ نتيجة انشغال الوالدين بالأخ الأكبر أو الأصغر، مما يجعل الطفل الأوسط يشعر بأنه “في الظل”. هذا الشعور، إذا لم يُعالج بطريقة صحيحة، قد يتحول إلى قلق داخلي أو تراجع في الثقة بالنفس.

 

إلا أن علماء النفس يؤكدون أن الدعم الأسري والاحتواء العاطفي قادران على كسر هذه الحلقة. فعندما يُشعر الأبوين أبناءهم بالحب المتكافئ، ويمنحان كل واحد منهم فرصة للتعبير عن ذاته، تختفي آثار التفرقة تدريجيًا ويستعيد الطفل توازنه النفسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *