الثلاثاء , أكتوبر 7 2025

زياد ضحية مدمن

جريمة بشعة هزت مدينة أسيوط وواحدة من القضايا الغريبة والعجيبة التى شهدت أحدثها منطقة غرب البلد، فالجانى والضحية طفلان وعلى غير المعتاد بدلا من أن يكون الأب هو صمام الأمان لأبنائه والناصح لهم وكابح جماحهم إذا أرادوا الانحراف أو الاعوجاج كان الأب أحد الدوافع وراء ارتكاب ابنه الجريمة بعدما أدمن الأب الحبوب المخدرة وبدلا من السعى للعلاج والدواء مستشعرا المسئولية تجاه أسرته أحال حياتهم إلى جحيم تاركا ابنه للشارع ليحكمه قانون الغاب ناشئا نشأة حقد وغل تجاه كل طفل يلهو أو يلعب.

وكان الجانى يرى الضحية فى أثناء ذهابه إلى خاله ومعه محمول جديد فقرر الاستحواذ عليه وأخذه بأى طريقة فبدأ يتقرب للضحية وفى أحد الأيام استوقفه وطلب منه أن يعطيه المحمول لإجراء مكالمة ولكن الضحية رفض وخاف ألا يعيده إليه مستغلا فارق السن بينهما وهنا توعده الجانى ومضى الضحية كعادته.

وبعد عدة أيام وما أن انتهى الضحية من عمل الواجبات المدرسية طلب من أمه أن ينزل كالمعتاد للاطمئنان على خاله والعودة ولا يدرى أن الجانى يترصد حركاته ويعد العدة ليظفر به وأدرك الجانى أن الضحية دائم التردد على خاله مساء وعندما نزل الضحية وجد الجانى ينتظره راصدا حركاته وقد أحضر بعض الاطعمة والمشروبات وطلب من الضحية أن يشاركه فيها وألح عليه وأنه يحبه ويتمنى مصاحبته ثم طلب منه أن يقوم بتوصيله بدراجته لبيت جده ولم يمهل الضحية وقتا للتفكير فقام بقيادة الدراجة وخلفه الضحية حتى وصل لبيت مهجور فى نهاية الشارع مستغلا خلو الشارع من المارة وظلام الطريق وطلب من الضحية أن ينزل وينادى على جده.

ورغم أن البيت يبدو عليه من هيئته أن لا يوجد به أحد فإن الطفل الضحية ببراءة الأطفال نزل ليقوم الجانى بخنقه من الخلف ليسقط على الأرض فيتابع بضربه على رأسه بحجر ليتأكد أنه فارق الحياة وقام بجره وإدخاله للبيت المهجور.

وبعد القتل قام الفاعل ببيع الهاتف لأحد محال المحمول ثم أخذ الدراجة وأعطاها لخال المجنى عليه متعللا بأنه وجدها ملقاة فى الشارع لينطلق القاتل مع أهل المجنى عليه بحثا عن الضحية لمدة يومين بعدما ذاع خبر تغيب الطفل زياد ليتم العثور عليه بمعرفة رجال الشرطة. وكانت المفاجأة أن من قتله كان فى صفوف الباحثين عنه ويتم القبض عليه واقتياده لقسم شرطة أول أسيوط.

وأكدت والدة المجنى عليه أنها بعدما فقدت زوجها وأبيها وأمها بات ولدها كل حياتها فهو الهواء الذى تتنفسه مؤكدة أن كل ذنبها أنها اشترت هاتفا لطفلها لتطمئن عليه مؤكدة أنها منذ الواقعة لم تذق طعم النوم مطالبة بالقصاص العادل من الجانى الذى فكر ودبر وجهز وخنق طفلا بريئا لافتة إلى أن الجانى لم يقتل ابنها فقط وإنما قتل أمه من قبله. وقد تمكن فريق البحث الذى امر به اللواء محمود أبو عمرة مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام من القبض عليه.

تلقى اللواء وائل نصار مدير أمن أسيوط إخطارا من المقدم على نصر رئيس مباحث قسم شرطة أول أسيوط بتلقيه بلاغا من أحد الأهالى بتغيب نجل شقيقته الوحيد. وعلى الفور أمر اللواء محمد عزت مدير المباحث الجنائية بتشكيل فريق بحث ومراجعة كاميرات المراقبة الموجودة فى الشوارع المحيطة والتى أظهرت وجود الضحية بصحبة بعض الأطفال ويتوجهان نحو الشارع الواقع خلف المسجد الكبير بحى غرب أسيوط وبالبحث بالمنطقة وجمع التحريات اللازمة تم العثور على الطفل الضحية مقتولا وبه آثار خنق وتهشم بالرأس وأن وراء الواقعة أحد أطفال المنطقة وأن الدافع وراء الجريمة سرقة الهاتف المحمول الخاص به.

تم القبض على الجانى وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات اعترف بارتكاب الواقعة بهدف سرقة الهاتف المحمول وأرشد عن الأدوات المستخدمة فى الجريمة فتم تحرير المحضر اللازم وإحالته إلى النيابة العامة التى أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة القضية والتصريح بدفن جثة الضحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *