اعتدنا منذ زمن بعيد أن نرى جميعا عند أي زيارة رسمية
لأي مسؤول سواء كان محافظا أو وكيل وزارة أو مدير.
في أي موقع ذي حيثية.
أن يصطف الأطفال صغار السن مثل الفراشات الجميلة في إستقبال المسؤولين ليحملوا صينية عليها مقص ليتسلمه المسؤول ويقص الشريط .
ويعقبه تجاهل تام لأطفال التشريفة لأنهم أصبحوا جزءا من بروتوكول التشريفة والافتتاحات
وهذا المطلب بيكون بناء على مكتب العلاقات العامة التابع إلى السيد المسؤول.
وهذا يترتب عليه التنسيق مع أولياء الأمور لحضور الطفل قبل المسؤول بما ليقل عن ساعة بكامل زينته منتظر المسؤول .
ويا ليت هذا الطفل له علاقة بما يتم افتتاحه بعد هذا العذاب
الذي يناله من الانتظار والبروفات الخاصة بحمل مقص شريط الافتتاح.
فإنني أرى أن هناك استغلالا لأطفال في عمر الزهور في مشاريع تجارية أو مشاريع اقتصادية أو سياسية… إلخ
فلماذا لايستبدل هؤلاء الأطفال بآنسات أو سيدات حسنة المظهر وتقدم خدمة مقابل أجر مادي؟
بديلا عن استغلال هؤلاء الأطفال الأبرياء في مشاريع تعود علي غيرهم بالنفع وتسلب كرامتهم ليتعودوا علي الإذلال والانحناء والخضوع لكي يستكمل المسؤليين وأصحاب المشروعات بروتوكول الاتيكتيت في الافتتاحات!!!
فأنه وفقاً للمبادئ المعلنة في ميثاق الأمم المتحدة, يشكل الاعتراف بالكرامة المتأصلة لجميع أعضاء الأسرة وبحقوقهم المتساوية وغير القابلة للتصرف, وأساس الحرية والعدالة والسلم في العالم.
إذ تضع في اعتبارها “أن الطفل, بسبب عدم نضجه البدني والعقلي, يحتاج إلى إجراءات وقاية ورعاية خاصة, بما في ذلك حماية قانونية مناسبة قبل الولادة وبعدها” وذلك كما جاء في إعلان حقوق الطفل.
واقتناعاً منها بأن الأسرة, باعتبارها الوحدة الأساسية للمجتمع والبيئة الطبيعية لنمو ورفاهية جميع أفرادها وبخاصة الأطفال, ينبغي أن تولي الحماية والمساعدة اللازمتين لتتمكن من الاضطلاع الكامل بمسئولياتها داخل المجتمع.
وإذ ترى أنه ينبغي إعداد الطفل إعداداً كاملاً ليحيا حياة فردية في المجتمع وتربيته بروح المثل العليا المعلنة في ميثاق الأمم المتحدة, وخصوصاً بروح السلم والكرامة والتسامح والحرية والمساواة والإخاء.
وإذ تضع في اعتبارها أن الحاجة إلى توفير رعاية خاصة للطفل قد ذكرت في إعلان جنيف لحقوق الطفل لعام 1934 وفي إعلان حقوق الطفل الذي اعتمدته الجمعية العامة في 30 تشرين الثاني / نوفمبر 1959 والمعترف به في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (ولاسيما في المادتين 33, 34) وفي العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ولاسيما في المادة 10) وفي النظم الأساسية والصكوك ذات الصلة للوكالات المتخصصة والمنظمات الدولية المعلنة بخير الطفل.
وما يتم من استغلال لهؤلاء الاطفال دون ارادتهم ياتي مخالف لكل الاتفاقيات والعهود الخاصة بحقوق الطفل