خبر هام
لم تقتصر معاناة المرضى فى دمياط على سوء الخدمة الطبية المقدمة فى المستشفيات وعدم توافر الأدوية والمستلزمات الطبية المخصصة لعلاجهم، بل امتد الأمر إلى المتاجرة بآلامهم والتربح على حساب مرضهم، من قبل بعض الأطباء ذوى الذمم الخربة، الذين تحولوا لسماسرة يعملون لصالح مراكز التحاليل والأشعة الخاصة، مقابل الحصول على عمولة على كل مريض يرسلونه لتلك المعامل، وسط غياب الرقابة وصعوبة اتخاذ إجراءات قانونية وتأديبية ضد هؤلاء الأطباء الذين خلعوا البالطو الأبيض وتناسوا القسم الذى أقسموه قبل مزاولة مهنتهم المقدسة وإنقاذ حياة المرضى ليتحولوا لتجار فى الألم.
إحدى المتقدمات للعمل بمركز تحاليل طبية، رفضت نشر اسمها، ، أن أهم شروط الوظيفة هى عدم الالتزام بسعر محدد للتحاليل الطبية لكل مريض، والفيصل هو مهنة الشخص وظروفه المادية من خلال الشكل الخارجى، مشيرة إلى أن استغلال الأطباء للمرضى لم يقف عند إرسالهم لمراكز التحاليل الخاصة بل وصل الأمر إلى وصف دواء بعينه لا يوجد إلا فى صيدليات معينة مقابل الحصول على عمولة من الصيدلية أو من شركات الدواء.
وروى محمد عبدالمنعم، من أهالى دمياط، تفاصيل معاناته مع أحد الأطباء قائلاً: «فوجئت فى إحدى المرات لدى ترددى على أستاذ جامعى شهير فى محافظة الدقهلية للعلاج، بوصفة دواء تركيب، وطالبنى بالتوجه لصيدلية محددة ونظراً لبعد المسافة توجهت بالروشتة لكافة الصيدليات القريبة وجميعهم اعتذروا عن عدم توافر العلاج حتى صدمنى صيدلى بتأكيده أن روشتة هذا الطبيب لا تصرف سوى من صيدلية صهره الكلمات المدونة فى الروشتة شفرة بينهما».
وأضاف أن «هناك عدد ليس بقليل من الأطباء لا يقبلون بالأشعة والتحاليل والعلاج إلا بإجرائها فى أماكن خاصة بهم ومعلوم للجميع المكافأة التى تدفع بسخاء لهؤلاء الأطباء، والضحية هو المريض، كما ترددت شائعات عن وجود أطباء وتمريض بأحد أكبر الصروح الطبية فى دمياط يتلفون أجهزتها عمداً لينقلوا مرضاهم لأحد المستشفيات الخاصة المكتتبين فيها بأسهم ولهم فيها أرباح».