أ ش أ
«هذه قبلة الوداع من الشعب العراقى أيها الكلب».. كلمات مزلزلة أطلقها الزيدي وهو يقذف بحذائه جورج بوش في المؤتمر الصحفي الذي جمعه ونوري المالكي ، رئيس الوزراء العراقى، في الرابع عشر من ديسمبر عام 2008.. حذاء الزيدي كان ومازال حديث العالم والذي يعتبر فخر لكل العروبة بعد التدخل السافر الأمريكي في الشئون العربية.
ويحتفل العالم العربي اليوم بمرور 7 سنوات على تلك الواقعة، فالعراق ممزق في الصراعات الطائفية ، وأمريكا كانت السبب الرئيسي فيما ألت اليه الأمور الكارثية في العراق وسوريا.
ولد الصحفي العراقي منتظر الزيدى، في ١٥ يناير ١٩٧٩، وهو مسلم شيعي نشأ في مدينة الصدر بإحدى ضواحى بغداد، وتخرج في كلية الإعلام بجامعة بغداد، وهو مراسل لقناة البغدادية.
ولم يكن الزيدي أى انتماء حزبي،وهو أعزب ويعيش في شقة وسط بغداد وله ثلاثة أشقاء وأخت واحدة. يتميز بهدوء طبعه مع زملائه، معروف برفضه الاحتلال الأميركي للعراق، وقد اعتبر الاتفاقية الأمنية بين العراق وأمريكا تشريعًا للاحتلال
ويعرف الزيدي بمهاجمته للسياسة الأمريكية في العراق من خلال التقارير التي يبثها من على شاشة قناة البغدادية حيث يعمل بالقناة منذ إنشائها عام 2005.
ولم يرتبط الزيدي بأي صله مع النظام صدام و اعتقلت عائلته في عهد هذا النظام، تأثر عاطفيا بما شاهده من انفجارات في مدينة الصدر.
يقول أحمد علاء أحد أصدقاء الزيدي المقربين وزميله بقناة البغدادية إن أحد أفضل تقارير الزيدي كانت حول زهراء التلميذة العراقية الصغيرة التي قتلت برصاص قوات الاحتلال فقد وثّقَ المأساةَ في تحقيقه الصحفي.
وأضاف علاء: “هذا التقريرِ أكسبَه احترامَ العديد مِنْ العراقيين ورَبحَه العديد مِنْ القلوبِ في العراق”. كما رفض الزيدي عرضا بالعمل مع قناة “موالية للاحتلال”.
وكان أول ظهور للزيدي على الساحة العالمية حين تم اختطافه من قبل جماعة مجهولة في 16 نوفمبر 2007، كان يتوجه إلي مقر عمله وقد عاد إلى أسرته في التاسع عشر من نفس الشهر بعد ثلاثة أيام من اختطافه دون دفع فدية مالية.
قال الزيدي أن الخاطفين أجبروه على الدخول إلى سيارة وضربوه حتى أفقدوه الوعي ثم استخدموا ربطة عنقه في تعصيبه ورابط أحذيته وقيدو يديه، وأثناء احتجازه استجوبوه حول عمله كصحفي وقدموا إليه القليل من الطعام والشراب.
في يوم الأحد الرابع عشر من ديسمبر عام 2008 زار الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش العاصمة العراقية بغداد للمرة الأخيرة قبل انتهاء ولايته بغرض الاحتفال بإقرار الاتفاقية الأمنية.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه مساء الأحد ونوري المالكي رئيس الوزراء العراقي بغرض الاحتفال بإقرار الاتفاقية الأمنية ، فوجئ الحضور بالصحفي منتظر الزيدي يقذف زوجي حذاءه على بوش، وبالتزامن مع إلقاء فردة حذاءه الأولى وبعد ذلك تكالب عليه رجال الأمن وطرحوه أرضا، ثم سحبوه إلى خارج القاعة المؤتمر، وسال خيط من الدماء الزيدي على الأرض.
علق الرئيس بوش على الحادث قائلًا: كل ما أستطيع قوله إن الحذاءين كانا مقاس عشرة.
أضاف: «هذا يشبه الذهاب إلى تجمع سياسي فتجد الناس يصرخون فيك، إنها وسيلة يقوم بها الناس للفت الانتباه.. لا أعرف مشكلة الرجل، لكني لم أشعر ولو قليلا بتهديد».
وقد ذكر ضرغام الزيدي شقيق منتظر لوكالة فرانس برس مساء الثلاثاء 16 ديسمبر 2008 أن أحد العاملين في المنطقة الخضراء أكد له أن “منتظر نقل إلى مستشفى ابن سينا في المنطقة الخضراء لتلقي العلاج إثر إصابته بكسر في ذراعه وأحد أضلاعه وإصابات في مناطق متفرقة من جسده”.
وفي 11 مارس 2009، قررت محكمة عراقية الحكم على الصحفي العراقي منتظر الزيدي، بالسجن ثلاث سنوات قابلة للتمييز، فيما أعلن رئيس فريق الدفاع عن الصحفي، الذي يضم 25 محاميا جميعهم متطوعون، أن الحكم “يخالف القوانين العراقية”، وأنه سيطعن فيه أمام محكمة التمييز.
وقد أنكر الزيدي أمام المحكمة ارتكابه اي جرم قائلا إن ما حدث كان “رد فعل طبيعي يمكن أن يقوم به أي عراقي”،حسب «BBC»
ورد الزيدي على سؤال القاضي عبد الامير حسن الربيعي ان كان يعتبر نفسه بريئا من التهمة الموجهة له بالقول ” نعم ورد فعلي كان طبيعيا مثل اي عراقي”.
وفي يوم 7 أبريل 2009، تم تخفيف الحكم على الصحفي العراقي منتظر الزيدي من ثلاثة أعوام إلى عام واحد.. وبعد أن قضى منتظر الزيدي ثلاثة أرباع المدة، أحق له القانون العراقي الخروج من السجن، على شريطة حسن السير والسلوك، وقد أطلق سراحه في تاريخ 15 سبتمبر 2009.