كتب✍🏻: سيد الروكي
لا تندم على فعل خير أو معروف صنعته، فإن لم تكن نتيجة ذلك في الدنيا، فلا بد ان تلقاه عند الله – تعالى- فقد قيل:
مَن يفعل الخيرَ لا يعدم جوازيَهُ
لا يذهبُ العرف بين الله والناسِ
ولكن اعرف -يا رعاك الله- اين تضع الخير وتصنع المعروف، فإن لم تفعل يصيبك ما أصاب مجير أم عامر.
و “مُجيرِ أُمِّ عامِر” مثل قاله العرب، وقصته :خَرَجَ قَومٌ الى الصيد فَعَرَضَتْ لَهُم أُمُّ عامر فطاردوها حتى ألجأوها إلى خباء أعرابي فدخَلتهُ. فخرج إليهم الأعرابي وقال :
ما شأنكم؟ قالوا : صيدنا وطريدتنا، فقال: كلا، والذي نَفسي بيده لا تَصِلونَ إليها ما ثَبَتَ قائمُ سيفي بيدي.
فرجعوا وتركوه وقام فقدم للضبعِ حليبا ثم أسقاها ماءً حتى عاشت واستراحت. فبينما الأعرابي قائمٌ إذْ وثبت عليه فبقرت بَطنَهُ وشَرِبَت دَمَهُ وتَرَكَتهُ،
فجاءَ ابنُ عَمٍّ له يَطلُبهُ فإذا هو بَقيرٌ في بيتهِ فالتَفتَ إلى مَوضِعِ الضبعِ فلم يرها فاتبعها ولَم ينزل حتى أدركها فقتلها وأنشدَ يقول :
ومَنْ يَصنَعُ المَعروفَ في غَيرِ أهلِهِ
يُلاقي الذي لاقى مُجيرُ أُمِّ عامِرِ
أعَدَّ لَها لمّا استجارَتْ بِبَيتِهِ
أحاليبَ البانِ اللقاحِ الدوائرِ
وأسمَنَها حتَىَّ إذا ما تَمَكَّنَتْ
فَرَتْهُ بانيابٍ لَها واظافِرِ
فَقُلْ لِذَوي المَعروفِ هذا جَزاءُ مَنْ
يَجودُ بِمَعروفٍ على غَيرِ شاكِرِ
ودمتم بخير 🌺