طلال الجمل
ولد المقاتل سمير محمد أحمد نوح بمدينة القناطر الخيرية محافظة القليوبية فى 15/7/ 1949 وبعد حصوله على دبلوم المدارس الصناعية عام 64/65 تقدم للتطوع بالقوات البحرية ليتحقق له حلم الإنخراط بصفوف القوات المسلحة والترقى حتى رتب الضباط فى 25 /9 / 1965 ومرت سنوات الدراسة والتدريب إلى أن أختير للأنضمام إلى صفوف الصاعقة البحرية وحصل على فرقة الصاعقة البحرية عام 1966 , وبعدها إنضم إلى الفرقة القفز بالمظلات رقم 100 أعقبها الحصول على فرقة معلمى الصاعقة رقم 104 عام 1967 بتقدير جيد جداً . وكان برفقته فى هذه الفرقة عدد من الزملاء الذين تصادف أن شاركوه صفوف المجموعة 39-قتال فيما بعد .
وهم محمد شاكر وغريب جودة .
وعقب عدوان 1967 تم أختياره وكان بدرجة عريف بواسطة النقيب بحرى (لواء متقاعد حاليا) إسلام توفيق قاسم ضمن عدد من زملائه بالقوات الخاصة البحرية ليكونوا القوام الرئيسى للمجموعة 39 قتال بقيادة العقيد إبراهيم الرفاعى عام 1968 وهم : ملازم أول بحرى وسام عباس حافظ – ملازم أول مجدى ناشد _ مساعد محمود على الجيزى _ رقيب أول عبد المنعم أحمد غلوش _ رقيب أول هنيدى مهدى أبو شريف _ رقيب أول عبد العزيز عثمان_ رقيب على أبو الحسن _ عريف مصطفى شاكر _ عريف حسن البولاقى _ عريف عبد السميع عبد المطلب _ عريف عبد الحميد السباعى _ عريف عادل فليفل _ عريف السيد محمداحمد_ صلاح محمد عبد الله_ عريف جمال عبد الحق – عريف مجند عبد المجيد دعبس _ عريف مجند يسرى الفيل _
عريف مجند حمدى عثمان _ عريف مجند أبو عرام.
وضم إلى المجموعة عدداً من رجال كتيبة صاعقة بقيادة الملازم محسن طه ، وفصيلة من الصاعقة كانت تضم الرائد أركان حرب عصام الدالى النقيب محى نوح , والملازم أول محمد فؤاد مراد والملازمين خليل جمعة خليل ، ورفعت الزعفرانى ، وأحمد رجائى عطية . حيث تم تدريبهم تدريب شاق ومكثف على كافة أنواع الإبرار برى وبحرى وجوى , وعلى إستخام كافة أنواع الأسلحة ، والنسف والتدمير , والسباحة والغطس , وقيادة القوارب .
وقد شارك المقاتل سمير نوح فى حوالى 35 عملية من عمليات المجموعة 39-قتال خلال حرب الأستنزاف شملت :-
= عمليات إغارة على مواقع العدو الحصينة على خط بارليف .
= عمليات الكمائن ضد دوريات العدو منها أول كمين قامت به المجموعة يوم 25/8/1968 شرق النصب التذكارى للجندى المجهول والذى تم خلاله أسر أول أسير إسرائيلى وهو العريف يعقوب رونيه على الجبهة المصرية خلال حرب الأستنزاف .وهى العملية التى جن جنون القيادة الاسرائيلية من أجلها وطالب موشيه ديان بمحاكمة الكوماندوز المصريون الذين نفذوا هذه العملية .
= عمليات زرع ألغام على طرق المواصلات والمدقات داخل عمق سيناء .
= عمليات إستطلاع ورصد وتصوير المواقع الاسرائيلية تمهيداً لضربها.
كما شارك فى عمليات حرب أكتوبر 1973 بضرب مستودعات البترول فى مناطق بلاعيم ، وشراتيب ، وضرب مطار الطور العسكرى عدة مرات ، ومهاجمة مواقع العدو برأس محمد بالقرب من شرم الشيخ فى أقصى جنوب سيناء مما أربك العدو وشل تفكيره لوصول القوات المصرية إلى هذه النقطة
ثم محاصرة مدرعات العدو وضربها فى الثغرة بمنطقتى الدفرزوار ونفيشة و منعها من دخول مدينة الاسماعيلية وإفشال خططها مم أدى إلى إ ندفعها جنوباً فى إتجاه السويس .
= إمداد الجيش الثالث بالمؤن والذخيرة أثناء الحصار من العين السخنة .
ويذكر المقاتل سمير نوح بكل الفخر إثنتان من عمليات الاغارة التى شارك فيها :-
العملية الأولى :
عملية لسان التمساح الأولى فى 19/4/1969 والتى قادها الشهيد الرفاعى . وتم التدريب عليها بواسطة تختة رمل تعرف من خلالها كل فرد دوره بإتقان فى العملية .
حيث تم العبور بقوارب الزودياك المجهزة بمواتير فى التاسعة مساءاً وكان بطلنا ضمن مجموعة الأقتحام الرئيسية تحت تمهيد مدفعى من المدفعية المصرية من منطقة الاسماعيلية ، وعقب وصول المجموعة إلى ضفة القناة الشرقية إتصل الرفاعى بالقيادة لإيقاف قصفة المدفعية وبدأ الهجوم على الموقع الحصين حيث كان البطل سمير نوح ضمن المجموعة التى تسلقت ظهر الموقع ومعه كل من هنيدى والجيزى ومحمد شاكر ومن خلال فتحات التهوية تم إسقاط قنابل دخان وقنابل طرقية صوتية ، ولم يستطع أفراد الموقع تحمل الأختناق فى الداخل ففتحوا بوابات الحصن وخرجوا تحت ستر من طلقات عشوائية لرشاشاتهم وكانت تلك اللحظة التى
إنتظرها البطل وزملائه فكان فى إنتظارهم مع زميله المقاتل هنيدى عند المدخل يقتلان كل من يخرج وزميلاهما محمد شاكر والجيزى يؤمناهما حتى أبادوا كل من بالموقع ، ثم بدأ الأبطال جميعاً وعلى مدى ساعتين فى تدمير الموقع حيث قاموا بنسف مخزن الذخيرة ، وسيارة جيب مجهزة لاسلكياً ، وكل شئ موجود داخل الموقع من أجهزة وأسلحة ومعدات ، كما تم تدمير دبابتين للعدو كانت قادمتين لنجدة الموقع . وقد أصيب فى هذه العملية كل من النقيب محى نوح والمقاتل حسن البولاقى وقد زارهما الرئيس جمال عبد الناصر بالمستشفى العسكرى بالمعادى .
وكانت تلك العملية ثأراً لأستشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة فى شهر مارس من العام نفسه.
وكان من بين ماتم الاستيلاء عليه من هذا لموقع رشاشان نصف بوصهواسلحه وشرائط الزخيره والعلم الاسرائيلى ورشاش عوزى تم إهدائه إلى الرئيس السادات عند زيارته للمجموعة عام 1971 والتى منح علم المجموعة خلالها وسام الجمهورية. عام 1971
العملية الثانية :
ضرب مستودعات البترول برأس شراتيب يوم 14 أكتوبر 1973
وفى اليوم التاسع لحرب أكتوبر المجيدة تحركت المجموعة التى تضم الشهيد إبراهيم الرفاعى ، والرائد طبيب محمد عالى نصر ، والرائد حسنى صلاح الدين يسرى , و الرائد بحرى وسام عباس حافظ ، والرائد رفعت الزعفرانى ، والنقيب طارق عبد الناصر حسين أخو الرئيس جمال عبد الناصر, والمقاتل عبد العزيز عثمان وبالطبع المقاتل سمير نوح والمقاتل هنيدى والمقاتل غلوش من رأس غارب فى الثامنة والربع مساءاً وعند الدخول لمنطقة الهدف شوهد لنشان بلترام للعدو متجهان للجنوب فتم التوقف وعدم لفت نظرهما حتى يبتعدا دون الأشتباك معهما طبقاً للخطة ، وبعد ذلك تم الوصول إلى الهدف والدخول إلى البر ، وقام الجميع بالهجوم بالبنادق الآلية والرشاشات ، وقذائف الآربى جيه بكثافة عالية على مستودعات البترول ولكنها لم تنفجر ، وإتضح أن الخزانات الأمامية الموازية للبحر فارغة ،
ولكن عند ضرب باقى الخزانات بالداخل إنفجرت وإشتعلت النيران فيها ، فأنكشفت المجموعة حينئذ لقوات العدو الموجودة بمواقعها على ربوة مرتفعة وبدأوا فى تصويب أسلحتهم ضد رجال المجموعة الذين قاموا بالأشتباك معهم ، وبدأ خروج رجال المجموعة على مراحل من منطقة الأشتباك مع قرب نفاذ الذخيرة جماعة تنسحب والأخرى تسترها بالنيران بالتبادل ، وعندما إستقلت مجموعة المقاتل سمير نوح قاربها الذى يقوده المقاتل وسام حافظ كان القارب شاحط على الشط ( نصف القارب على الشط ونصفه فى المياه)
فقال هنيدى : إنزل ياسمير إدفع القارب فى المياه ، وبمجرد نزول القارب بأكمله فى الماء أدار المقاتل وسام القارب وإنطلق به عائداً مبتعداً عن مرمى نيران العدو ولم يدرى أن سمير مازال على الشط .. وظل سمير يصرخ بأعلى صوته : إلحقونى أنا ماركبتش القارب .. ولم يسمعه أحد من ضجيج أصوات المواتير والأشتباك مع العدو .. ولكن من بالقارب تنبهوا إلى عدم وجوده معهم فنبهوا قائد القارب الذى دار وعاد إليه بعد حوالى 3 دقائق عصيبة كان معرضاً فيها للأستشهاد برصاص العدو أو أسره على أفضل تقدير وكان هذا الموقف من أصعب المواقف التى مرت على المقاتل سمير نوح خلال فترة خدمته مع المجموعة 39-قتال.
ونجحت العملية مائة فى المائة بحمد الله وإستمرت النيران مشتعلة فى مستودعات البترول حتى اليوم التالى .
وموقف آخر عصيب مر به المقاتل سمير نوح أثناء التوجه للهجوم على منطقة شرم الشيخ بالصواريخ خلال عمليات حرب أكتوبر 1973 وكانت المجموعة تستقل ثلاثة لنشات ، ولكن العدو إكتشف وجودهم وقطع عليهم الطريق وكانت التعليمات عدم الأشتباك مع زوارق العدو البلترام والألتزام بتنفيذ الخطة التى خرجوا من أجلها فكانت أوامر الرفاعى العودة إلى إحدى الجزر القريبة ثم معاودة الهجوم مرة أخرى فى توقيت آخر , ولكن أثناء العودة تعطل موتور القارب الذى به البطل سمير مع باقى زملائه الأبطال والذى يقوم بقيادته الربان البطل وسام عباس حافظ وكان هذا القارب يحمل ثمان صواريخ . وعند مرور أحد لنشات العدو بالقرب منهم لمطاردة لنشى الرفاعى وباقى الأبطال دون أن يشعر بهم لتوقفهم وعدم صدور ما يدل على وجودهم بالظلام . فأشار هنيدى على قائده : يا أفندم لنش للعدو قادم سأعمر المدفع وأضربه وأوجه مؤخرة المدفع نحو الصواريخ التى نحملها.
ولما كان هذا المدفع يخرج كمية كبيرة من اللهب تندفع 4 أمتار خلفه فكان الهدف من ذلك توجيه صاروخ لتدمير أحد زوارق العدو فى حين تتجه النيران المندفعة فى إتجاه الصواريخ الثمانية فينفجر القارب بحمولته من الأبطال المصريين كى لا يقعوا أسرى فى يد العدو وبالفعل طلب هنيدى من سمير نوح تعمير مدفعه ، وتم تعمير المدفع ولم يبقى سوى الضغط على التتك . ولكن عناية الله ورعايته شملت أبطال مصر حيث دار الموتور فجأة وأنطلق الأبطال يناورون بعد أن تم تأمين المدفع ، ولكن مالبثت طائرات المستير الأسرائيلية أن ظهرت فى الأجواء وألقت بالقنابل المضيئة فأضائت المنطقة حول القوارب ، وكانت رعاية الله مع الأبطال حيث أفلتوا من 5 هجمات جوية للعدو برعاية الله ثم مهارة مهارة المقاتل وسام حافظ وزملائه من قادة اللنشات فى المناورة ووصلت اللنشات المصرية بأمان الله إلى جزيرة شدوان.
وعن ذكرياته مع قائد المجموعة الشهيد إبراهيم الرفاعى يتذكر موقف إنسانى ، وهو عندما أراد المقاتل سمير نوح الأنتقال مع أسرته إلى سكن قريب من مقر المجموعة بمنطقة الزيتون بدلاً من سكنه بمسقط رأسه بالقناطر الخيرية بمحافظة القليوبية , وأخبر قائده بصعوبة توفير سيارة لنقل الأثاث ما كان من القائد إلا أن أخرج من جيبه مبلغاً كبير من المال وأعطاه له لنفقات تأجير السيارة ومصاريف الانتقال . بعد فترة عندما دخل سمير مكتب قائده لرد المبلغ رفض الرفاعى قائلاً: أن هذا المبلغ هدية من أخ لأخيه.. فهل يرفض هدية أخيه؟
وترك البطل سمير نوح الخدمة فى 16/9/1996 . برتبة الرائد. لم يعمل بأى عمل بعد تركه الخدمةالعسكرية.
بقى أن نستعرض “
الأوسمة والأنواط والنياشين التى حصل عليها البطل:-
1- نوط الجمهورية العسكرى من الطبقة الثانية من الرئيس جمال عبد الناصر فى 26/8/ 1968 ( عملية الكمين).
2- نوط الجمهورية العسكرى من الرئيس السادات فى 18/7/1971 . بعد زيارته للمجموعة.
3- نوط منظمة سيناء العربية عام 1975 .
4- ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة من القوات المسلحة.
5- ميدالية اكتوبر والعبور من القوات المسلحة.
المصدر : الرائد سمير نوح يروى هذه التفاصيل الى
• وبكل فخر اشترك فى حرب اكتوبر ثلاث من اخوات الرائد/ سمير نوح وهوا الرابع الاول العريف مجند \مجدى محمد احمد نوح والثانى الجندى مجند مؤهلات متوسطه عاطف محمد احمد نوح والثا لث العريف مجند مؤهلات متوسطه عادل محمداحمدنوح نحن الاربعه بكل فخر اشتركنا فى معركه الكرامه حرب اكتوبر 73تحياتى